المندبة كبيرة و الميت فار.....

يعتقد كل من سمع بلقاءنا مع رئيس حزب التجمع من أجل الجزائر - إذا لم أكن مخطئا بالتسمية - أن للأمر أبعادا يحسب لها، كما تحسب لما يكون اللقاء مع رؤساء أحزاب ذات وزن و حجم تؤثر في موازين السياسة حيثما مالت و تحركت ،نظرا لكونها استمدت قوتها و تأثيرها من مواكبة جميع المحطات التي مرت بها البلاد و كانت لها أصوات تباينت فيما بينها حسب القناعات و اختلفت في مداها كل حزب و ما يحمله من أفكار و تطلعات ما ظهر منها و ما بطن ،و لكل امتداد و تاريخ منه ما طال و منه ما قصر ،و لكن لما يتعلق الأمر بحزب ولد في غيبوبة لم يفق منها إلا على مشارف سنة 2012 فهذا أمر عيب أن تتكلم عنه كتلة مناضلي المنظمة على أنه حدث و جب التداول فيه و تناول جوانبه ،فقد كنت هناك حاضرا في هذا اللقاء الذي كان مع الأمين العام الأستاذ عيسى بلهادي و نائبه الأستاذ كشود نوفل ،و كان من حظ رئيس الحزب- و أؤكد من حظه - أن الأمين العام للمنظمة آثر أن يكون اللقاء بمقر هذا الحزب ،و تقتضي الأعراف كما يعلم الكل أن تقدم الضيوف لصاحب البيت كما تقتضي أيضا أن تقدم صاحب البيت للضيوف ،و هكذا كان له جلسة معنا لم تزد عن 30 دقيقة ،لم تعرف فيها أطرافه الراحة من كثرة الإرتجاف ،و لم يعرف فيها مخه الراحة من كثرة التفكير فيما يجب و ما لا يجب أن يقال ،و تحدث بما استطاع أن يجمعه من كلمات و الحمد لله كانت مترابطة و مفهومة عبرت على فكرة آلت في منتهاها أنه مازال يعيش فعلا - في طريقة خطابه - في سنوات ميلاد حزبه ،أو قبل ذلك بقليل .أما الأمر الذي أشهد له به و هو أمر أعجبني فيه للغاية ،و هو كيف استطاع بطريقة فنية و سريعة أن يترك مكانه و يغادرنا و يقول - ربي يعاونكم - و هذا بعد أن تناول أحد الحاضرين مداخلة جعلت رئيس الحزب بعدها يلخص مشاكل الجزائر و الجامعة الجزائرية في شجرة فاسدة لايجب قلعها و لكن يجب تلقيمها حتى تستوي و تؤتي ثمارا سليمة غير سامة ،و نسي أننا في عصر السرعة حيث كل يوم يأتي هو يوم سياسي و اجتماعي و اقتصادي و...و..و...و...و...و. بحسابات جديدة و رؤية جديدة و متطلبات جديدة ،فعذرا أيها الرئيس فنحن مناضلي و إطارات المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي - سياسيا - إما أن نتعاقد مع الكبار أو نجمع بعضنا لنلعب لعبة الكبار ، و هذا ما كان غائبا عنك و إلا لما كنت لتتجرأ أن تجلس معنا و أن تتكلم .